Saturday 12 August 2017

طلاب التوحد و التـنـمـر



من الطبيعي أن نسمع قصص عن طلاب ذوي إعاقة أو عاديون يتعرضون للتنمر Bullying. و لكن في الواقع فإن طلاب التوحد يتعرضون للتنمر عادة أكثر من الطلاب ذوي الإعاقات الأخرى. في الحقيقة ٦٣٪ من الطلاب الذين يتعرضون للتنمر هم من ذوي التوحد. التنمر هو مشكلة خطيرة و منتشرة و يجب معالجتها في المدارس. التنمر يشتمل على سلوكيات متكررة و مؤذية تجاه فرد أو مجموعة. يحدث التنمر عندما يُنظر إلى شخص ما على أن لديه ضعف أو اختلاف قد يؤدي إلى عزلهم و جعلهم هدفاً للأفعال المؤذية. غالباً ما يحدث التنمر أمام الآخرين أو بينهم٬ و يمكن للشهود أن يلعبوا دوراً هاماً في زيادة أو تقليل التنمر إذا اختاروا ذلك.

هناك أشكال مختلفة للتنمر، بما في ذلك اللفظي و الجسدي و العاطفي و التعليمي و تدمير الممتلكات. و هناك مساحة متزايدة من التنمر كالتنمر عن طريق الانترنت، حيث يتم استخدام الفيسبوك و البريد الالكتروني و تويتر و أشكال أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات غير دقيقة و غالباً ما تكون غير صحيحة عن الطلاب. في حين أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون مورداً كبيراً لربط الناس، فإنه يمكن استخدامها بطريقة ضارة لنبذ و استبعاد الآخرين.

يمكن أن يكون تأثير التنمر كبيراً و يمكن أن يشمل انخفاض الثقة بالنفس، و القلق المتزايد، و الاكتئاب، و الخوف، و رفض الالتحاق بالمدارس، و العزلة، و التفكير الانتحاري، و الانتحار. يجب أن تكون الأسر و المهنيين على دراية بالتغييرات السلوكية التي قد تشير إلى تعرض الطالب للتنمر. على سبيل المثال، إذا رفض الطفل أو المراهق الذهاب إلى المدرسة، فقد يكون مؤشراً على تعرضه للتنمر و أنه لا يشعر بالأمان في المدرسة.

بالنسبة لطلاب التوحد قد يكون من الصعب الكشف عن التنمر و فهمها. بسبب نظرية العقل أو "القراءة الذهنية" والتحديات و العجز في المهارات الاجتماعية، هؤلاء الطلاب يصبحون أهدافاً سهلة للتنمر. نظرية العمى العقلي تعني صعوبة في استيعاب نوايا الآخرين و فهم ما يشعر الآخرون به و ما يفكرون فيه. من حيث المهارات الاجتماعية، الأفراد ذوي التوحد لديهم صعوبة في قراءة الإشارات غير اللفظية، بما في ذلك لغة الجسد و تعبيرات الوجه للآخرين. و بالإضافة إلى ذلك فإنهم قد يفهمون التعليقات حرفيا بدلا من فهم الرسالة الكامنة بما في ذلك الرسائل غير الطيبة. قد يجد الكثيرون منهم صعوبة في الكشف عن الفرق بين المضايقات الصديقة و التنمر. على هذا النحو، قد يتفاعل طلاب التوحد بشكل مفرط أو أقل عندما يحدث التنمر المتصور أو الحقيقي.

يجب على المدارس التحقيق بجدية في أي شكاوى من التنمر التي يدلي بها الآباء أو الطلاب. إذا كان الطالب لديه إعاقة يمكن النظر إلى التنمر على أنه حرمان الطالب من التعليم المجاني و المناسب. في حين أن التنمر يؤثر على الطلاب كأفراد يجب أن تنفذ البرامج على مستوى المدرسة. و ينبغي إجراء برامج للتصدي للتنمر على نطاق المدرسة تركز بشكل عام على تدريس التسامح و التفاهم٬ و على تهيئة بيئة مدرسية آمنة بشكل عام.

فيما يلي بعض المقترحات للتصدي للتنمر و لحماية أطفال التوحد منه:
-       لابد من إنشاء سياسة عدم التنمر على مستوى المدرسة توضح بوضوح أشكال التنمر المختلفة، و تحدد الإجراءات الواجب اتباعها عند حدوث التنمر، و توضح العواقب. و ينبغي مشاركة هذه السياسة مع أولياء الأمور و ينبغي تشجيع أولياء الأمور على مناقشة السياسة مع أطفالهم من ذوي التوحد أو العاديين. و ينبغي إعادة النظر في السياسة بشكل متكرر مع الطلاب و نشرها في مختلف أرجاء المدرسة.
-       للمدرسين، اعقد اجتماعات لمناقشة التنمر مع الطلاب. اسمح للطلاب بتقديم أمثلة أو مناقشة كيفية شعورهم عندما يتعرضون للتنمر. تأكد من أن الطلاب يعرفون عواقب التنمر. و في الوقت نفسه، تأكد من أنهم يفهمون أيضاً أهمية إقامة علاقات إيجابية.
-       يسعى من يتنمر إلى الحصول على السلطة و الانتباه من المارة. و بالتالي لابد من تمكين الأقران من أن يتخذوا الإجراءات لوقف أحداث التنمر و ذلك بتعليمهم كيف يطلبوا المساعدة، يشتتوا انتباه المتنمر٬ و أن يدافعوا نيابة عمن يتعرض للتنمر. أنشئ إجراء يمكن أن يتبع إذا تصاعد التنمر. تأكد من أن المارة يشعرون بالأمان عند تبليغهم عن أحد زملاء الصف و أن سرية المعلومات محترمة.
-       ساعد طلاب التوحد على التمييز بين ما يعتبر تنمر من غير ذلك. من المفيد لبعض طلاب التوحد أن نوضح بشكل ملموس ماهو التنمر من خلال تقديم أمثلة محددة و ملموسة تصور و لا تصور التنمر. من خلال استخدام الروايات الاجتماعية، لعب الأدوار، و التدريب، و يمكن تقديم الأفراد مع أمثلة ملموسة من واقع الحياة عن التنمر و الإغاظة Teasing، و المساعدة على معرفة الفرق بين الاثنين.
-       عندما يحدث التنمر، ينبغي تحديد شخص و مكان آمن لطلاب التوحد للوصول إليهم بسرعة. اكتب أو وضح الإجراءات التي يجب على الطلاب اتباعها إذا كانوا يعتقدون أنهم يتعرضون للتنمر أو إذا كانوا في وضع يشعرون فيه بعدم الارتياح أو عدم الأمان. وفر الفرص للطلاب لممارسة الإجراءات في أوقات مختلفة. قد يكون من المفيد تقديم بطاقة إجراءات صغيرة للطالب يحتفظ بها في جيبه، أو محفظة أو حقيبة ظهره.
-       مفتاح آخر للسلامة هو خلق مجتمع من الأصدقاء حول الطالب. الطلاب يمكن أن يصبحوا ضحايا عندما يكونون منعزلين عن بقية الطلاب. لابد من التأكد من ارتباط طلاب التوحد بالآخرين من خلال وسائل رسمية و غير رسمية للزيادة من سلامتهم.

ختاماً، يمكن أن يزيد التنمر من قلق الطلاب و يجعلهم يشعرون بعدم الأمان، و يعيق أداءهم الأكاديمي. جميع الطلاب بما في ذلك طلاب التوحد، لديهم الحق في الشعور بالأمان في المدرسة. كل واحد منا له دور في جعل المدرسة بيئة آمنة و راعية تعزز التعلم و العلاقات الاجتماعية و العاطفية الإيجابية.

الحقوق محفوظة لـ: حنان علي المسعود

المرجع


Indiana Resource Center for Autism. 2017Bullying and Students on the Autism Spectrum. [ONLINE] Available at:https://www.iidc.indiana.edu/pages/bullying-and-students-on-the-autism-spectrum.[Accessed 13 August 2017]




لماذا ينخرط أطفال التوحد في سلوك ضرب الرأس؟

 قد يكون ضرب الرأس سلوكاً شائعاً لدى كثير من الأطفال. ما يصل إلى ٢٠٪ من الرضع و الأطفال الصغار يضربون رؤوسهم بشكل متعمد. الأولاد هم أكثر عرضة لذلك بمعدل ثلاث مرات أكثر من الفتيات. ضرب الرأس عادة ما يبدأ في حوالي الستة أشهر، و تزداد ذروتها في أي وقت بين ١٨ -٢٤ شهراً. هذه العادة يمكن أن تمتد لأكثر من أشهر (أو حتى سنوات)، لكن معظم الأطفال يتخلصون من هذا السلوك قبل سن ٣-٤ سنوات. قد يستمر هذا السلوك لدى أطفال التوحد و التأخر في النمو و الأطفال الذين عانوا من الإهمال.
 إليك أربعة أسباب محتملة لسلوك ضرب الرأس لدى أطفال التوحد: 

أولاً: المعالجة الحسية:
ضرب الرأس مثل هز الجسم هو حركة بدنية إيقاعية. عندما يكون الطفل في الرحم فإنهم يشعرون بإحساس الهز كلما قامت الأم بالحركة. و في وقت لاحق و هم رضع فإنه يتم هزهم من قبل مقدمي الرعاية. في حين ينمو الطفل، فإن هذا الإحساس بالهز ينمو خلال اللعب الذي ينشّط كل من النظام الدهليزي في الدماغ (جزء من النظام الحسي المسؤول عن الإحساس بالحركة و التوازن) و نظام التوازن (النظام الحسي الذي يزود الجسم بالمعلومات المتعلقة بمكان و جوده في المحيط البيئي) و التي تشمل أنشطة مثل: الانزلاق، التأرجح، ركوب الدراجات، و ما إلى ذلك عندما يكون الجهاز العصبي للطفل محفز بشكل أقل (أي أن الطفل يستقبل القليل من المدخلات الحسية أو لا يستقبل أي مدخلات حسية من النظم الحسية لمجموعة من الأسباب الطبيعية أو البيئية) فإن الطفل قد يقوم بضرب رأسه لزيادة التحفيز. على العكس من ذلك فإن الطفل الذي لديه جهاز عصبي مفرط الحساسية و بالتالي فإنه محفز بشكل أكبر قد يضرب رأسه كسلوك مريح و بالتالي كوسلية لتقليل التحفيز من حوله في حين أنهم يقومون بمعادلة التحفيز المفرط لنظامهم الحسي.

ثانياً: الألم:
من المهم استبعاد أي أسباب عضوية، بدنية، طبية قد تؤدي إلى سلوك ضرب الرأس (على سبيل المثال التهاب الأذن أو آلام الأسنان). الطفل قد يضرب رأسه كوسيلة لتخفيف الألم، فالانخراط في هذا السلوك قد يكون كمحاولة للتشتيت من الألم الذي يمر به. 

ثالثاً: طريقة لجذب الانتباه:
بعض الأطفال الذين ينخرطون في سلوك ضرب الرأس باستمرار يقومون بالربط، أن هذا السلوك سيولد رد فعل قوي و اهتمام فوري و بالتالي يكونون في دورة من استخدام هذا السلوك للحصول على اهتمامكم. في هذه الحالة يمكن التشاور مع المهنيين المهرة في مجال التدخل السلوكي لتقديم الدعم الموسع لخفض هذا السلوك.

رابعاً: الإحباط:  
عندما يواجه الطفل صعوبة في التعبير عن نفسه، فإنه قد ينخرط في هذا السلوك كنتيجة للانفعال الشديد و الإحباط، و بالتالي يخفف من بعض الاضطرابات الداخلية من خلال هذا السلوك.

من المهم أن نلاحظ أن هناك العديد من العناصر الكامنة وراء سلوكيات ضرب الرأس. و الكثير من العوامل بالعادة تساهم في ظهور هذه العادة. من المهم أن تكون على اتصال منتظم مع طبيب الأطفال و المعالجين و غيرهم من المهنيين لمساعدتك على مواصلة استكشاف أي محفزات محددة تساهم في ظهور هذا السلوك و التي قد تكون محفزات فريدة من نوعها لطفلك.

ماهي الأشياء التي يمكنك القيام بها حيال سلوك ضرب الرأس؟
1.    ضع في الحسبان المناطق التي تجد طفلك يضرب بها رأسه.
2.    استخدم خوذة رأس بوصفة طبية.
3.    استخدم الاهتزاز. هذا سويف يفعل النظام الدهليزي و طفلك، و بالتالي يتلقى الطفل المدخلات بطريقة أكثر أمانا و أكثر وظيفيةً. و تشمل الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر: الدمى المهتزة، فرش الأسنان المهتزة، الوسائد المهتزة، مساج صغير هزاز و غيرها.
4.    اجعل طفلك يجلس على كرسي هزاز في المنزل و في المدرسة.
5.    استخدم كرة اليوقا ككرسي في المنزل و المدرسة لمساعدتهم على تلقي الإدخال الدهليزي (تأكد من أنها مستقرة بمسند ملائم).
6.    اجعل طفلك يمارس تمارين حركية تتعارض مع المقاومة. و من الأمثلة على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر: تمارين مقاومة لتفعيل نظام التحفيز (كرفع الأوزان الخفيفة).
7.    اجعل طفلك يقوم باستراحات حركية و التي تضم الدوران و الرأس تحت مستوى القلب (لدمج الإدخال الدهليزي). و مثال على ذلك هو وضع اليوغا من "الشروق، الغروب" اجعل طفلك يقف بقدمين منفردتين و ظهر مستقيم. ثم عليه أن يرفع ذراعيه بشكل مستقيم إلى أعلى في حين أخذه لنفس عميق. ثم يتبع ذلك النزول لأسفل تجاه الأرض بلمس أرجله بيديه و الزفير (لا بأس إذا قام الطفل هنا بثني ركبتيه).
8.    اجعل طفلك يساعدك في الأعمال المنزلية التي تتطلب منه رفع الأجسام الثقيلة (أي سلة الغسيل أو دلو الماء أو السقي) و دفع و سحب الكراسي قبل و بعد الوجبات، و التقاط المواد من الأرض لتنظيفها و ما إلى ذلك.
9.    استخدم قبعة بوزن لتوفير المدخلات الحسية للرأس. يمكن حتى استخدام قبعة البيسبول العادية. ستؤدي الغرض في توفير المدخلات الحسية للرأس.

من خلال توفير جرعات من المدخلات الحسية بشكل روتيني للأطفال الذين ينخرطون في سلوك ضرب الرأس فإنه يمكننا تعديل مشاعر الضيق من خلال إنشاء نظام حسي أكثر هدوءاً و أكثر سعادة للطفل و عائلته.  




حقوق الترجمة و التأليف محفوظة لحنان علي المسعود


المرجع


Autism Parenting Magazine Q and A: Head Banging Solution. [ONLINE] Available at: